السبت، 2 يوليو 2011

ثورة إعا دة الكرا مة المصرية(عودة مصر الشباب والهوية)




سوف يقف التاريخ طويلاً أمام يوم 25 يناير من عام 2011 إجلالاً وتقديراً , وسوف تقف شعوب العالم، والدوائر العلمية أمام هذا اليوم العظيم تدرس وتتأمل أحداثه وأسبابه , لتصل إلى دروس كثيرة وعبر عديدة ونظريات في السياسة وعلوم النفس والاجتماع، وحيث قد أعطاها الشعب المصري للعالم بأسره فى هذا اليوم الذي خرج فيه يطالب بعودة كرامته وحريته ويهزم الظلم والتخلف والاستبداد والتسلط، وأهم من ذلك كله، أن ينتصر على نفسه ويكسر حاجز الخوف، منتصراً على ترسانة الأمن والأغلال الحكومية ..

لقد اندلعت ثورة الكرامة المصرية التى أشعلها شباب مصر تعبيراً عن الظلم والمساس بالكرامة, ورفضاً لما آلت إليه أحوال المجتمع المصري من تردى للأوضاع الاقتصادية والسياسية والإجتماعية والتعليمية .. ورفع الشباب شعار "الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية".


إن مفهوم الكرامة يتضمن قيمة إحساس النفس بعزتها وقيمتها واعتبارها وكينونتها وثرائها، وغياب هذا الإحساس عن الإنسان يعنى أن يعيش الإنسان الهوان وفقد القدرة على تأكيد ذاته .. ولم يكن هذا الإحساس بالكرامة لجميع طوائف الشعب وأطيافه موجوداً قبل 25 يناير، سواء أكانوا كباراً أو صغاراً, ميسورين أو معسرين, رجالاً أو نساءً .. فقد وصل الإحساس بالإنسان المصري إلى شعوره بأن بلده لم تصبح بلده، وأن أرضه لم تعد أرضه , إنه الشعور بالقرْف أو الاستئصال .. حيث أصبح المواطن يعيش حالة من الانفعال الشديد الحاد الذى يعطيه الإحساس بأنه لم يصبح مواطناً فى هذا الوطن، لكن الوطن أصبح لغيره من الأقزام ذوي النفوذ والسلطان ..


ولقد أدى هذا الانفعال بالشعب إلى حالة من العنف بجميع صوره قبل الثورة , سواء أكان عنفاً على المجتمع , أو عنفاً على الذات .. ففى العامين السابقين علىالثورة تعددت المظاهرات والاعتصامات , ثم تطورت إلى سلوكيات عنيفة بين طوائف الشعب نفسه , وخرج العنف من البيوت إلى الشوارع والهيئات والمؤسسات , حتى إلى ساحة المجالس النيابية .. ثم تكررت حالات انتحار الشباب بطريقة مباشرة وغير مباشرة , كالموت فى مراكب تنقل الشباب إلى جنة أوروبا التى يحلمون بها، بعد أن ضاق بهم وطنهم  .. ثم وصل الأمر إلى إشعال المصري النار فى جسده فى الشوارع وأماكن العمل، احتجاجاً وتزمراً وغضباً مما يحدث , كل ذلك وحكومة الحزب الوطنى الغبية لا تعى ولا تسمع إلا نداء التخلف داخلها .. وكان لابد أن تتجمع كل هذه الطاقات .. تجمعاً منظماً وحول هدف واحد .. إلى أن قاد هذه الطاقات شباب مصر الحر .. الذين حولوا عالمهم الافتراضى عبر الإنترنت إلى عالم واقعى , حاملين أرواحهم على أكفهم .. واندلعت ثورة الكرامة المصرية .. فجددت شباب مصر وهويتها .. بعد أن وصلت إلى أرذل العمر .. وبعد أن اعتبرها العالم فى مرحلة النهاية , وحيث الشعب قد تحول في نظر الأباطرة إلى مجرد كائنات تأكل لتعيش أو كائنات تعيش لتأكل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق