الأربعاء، 15 يونيو 2011

اللغة العربية وعظمتها

بسم الله الرحمن الرحيم اللغة العربية لغة الدين الطاهر وديوان الفضائل والمفاخر ووعاء الفكر الإسلامي والشريان الذي يربط بين أواصر الأمة وأحد أسس الوحدة العربية ودعامتها لها مكانتها البارزة بين اللغات فهي واحدة من أقدم اللغات العالمية وأعظمها أدباً وأعرقها ثقافة وأغزرها علماً وأغناها تراثاً لم تتعثر في سيرها على امتداد تاريخها شغلت الباحثين والعلماء لقد سجل الخليل بن أحمد في كتابه ( العين ) : إن عـدد أبـنية كـلام العـرب المستعمل والمهمل(412 . 305 . 12) كلمة و الحسـن الزبيـدي قد ذكـر أن عـدد ألفاظ العربية (400. 699 .6) لفظاً لا نستعمل منها إلاّ (5630) والباقي مهمل. إن الثقافة العربية بمختلف فنونها وشتى إبداعاتها ورفيع قيمها وسامي مبادئها وأصيل عاداتها وتقاليدها قد وعتها اللغة العربية وحفظتها تراثاً إنسانياً عظيماً قبل أن يكون موروثاً عربياً لقد عاشت اللغة العربية أكثر من ألف وست مئة عام وهي تؤدي دورها ومهمتها على نحو حي متحرك واستطاعت أن تجري مع الحضارة وتلبي مطالبها ولطبيعتها فهي قادرة على الشيوع والنهوض بالأمانة الإنسانية وفي ظل ارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم فهي شريكة الإسلام في سموه ومقامه وأحد العوامل الرئيسة في نشر الإسلام لذلك أكسبها هذا الارتباط نوعاً من القداسة التي للقرآن وأصبح الحفاظ عليها حفاظاً على القرآن الكريم لقد استطاعت أن تحتفظ بفصاحتها ورونقها ووحدتها وكيانها على الرغم من اختلاطها بلغات أخرى . لقد شهد لهذه اللغة خصومها المنصفون وأقروا بعظمتها واتساعها وكثرة ألفاظها تعدد معانيها وإلى اتساع مجالها لأغراض الكتابة وفنون البلاغة من إطناب وإيجاز وتصريح وتلميح وتشبيه واستعارة ... لقد هرول الكثير من مشاهير الأدب العالمي إلى تعلم اللغة العربية بعدما استهوتهم جماليات الثقافة العربية العربية والإسلامية أمثال : ( بوشكين ، تولستوي ) لقد شهد لها الكثير من المفكرين الغربيين وأبرزهم يقول المستشرق ( مارجليون ) حيث أكد « اللغة العربية لا تزال حية حياة حقيقية وإنها إحدى ثلاث لغات استولت على سكان المعمورة استيلاء لم يحصل عليه غيرها كالانكليزية والاسبانية وهي تخالفهما بأن زمان حدوثهما معروف ولا يزيد عمرهما على قرون معدودة أما اللغة العربية فابتداؤها أقدم من كل التاريخ » وقال المفكر الألماني ( فريناغ ) : « إن اللغة العربية ليست أغنى لغات العالم فحسب بل إن الذين نبغوا في التأليف بها لا يكاد يأتي عليهم العد وان اختلافنا عنهم في الزمان والسجايا والأخلاق أقام بيننا ونحن الغرباء عن العربية وبين ما ألفوه حجاباً لا يتبين ما وراءه إلا بصعوبة » وقال ريتشارد موبتهيل : « ان لايعقل تحل اللغة الفرنسية أو الانكليزية محل اللغة العربية وإن شعباً له آداب غنية متنوعة كالأدب العربية ولغة مرنة ذات مادة كادت لا تفنى » ويقول المستشرق الفرنسي ( أرنست رينان ) في كتابه ( تاريخ اللغات السامية ) إن اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال وأن هذا عنده من أغرب ما وقع في تاريخ البشر وصعب حله وقد انتشرت سلسة أي سلاسة غنية أي غنى كاملة لم يدخل عليها منذ العهد إلى يومنا هذا أي تعديل مهم فليس لها طفولة و لا شيخوخة هناك العشرات من المفكرين الغربيين والباحثين المستشرقين الذي شهدوا بعظمة اللغة العربية وقوتها ومجدها ولكن يكفي من القلادة ما يحيط بالعنق .‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق